الشهيد المجاهد هيثم أبو العلا...عندما تسمو الروح يتحرر الجسد

الشهيد المجاهد هيثم أبو العلا...عندما تسمو الروح يتحرر الجسد


الشهيد المجاهد هيثم أبو العلا...عندما تسمو الروح يتحرر الجسد...


بقلب يعتصره الألم، ومآقي تجمدت فيها الدموع، ووجه ارتسمت على قسماته كل ألوان الحزن، وصوت حمل في نبراته كل معاني الأمومة قالت والدة الشهيد هيثم طلال حمدان أبو العلا " أم هاني":" إنني كما كل أم فقدت فلذة كبدها، ينتابني شعور بالضيق والاختناق، فقلبي يكاد يتفطر حزناً وألماً على فراقه، لكن ما يخفف حزني ويهون علي مصيبتي أن أبني قد نال شرف الشهادة في سبيل الله وأجرها العظيم عند الله" وأضافت الأم الثكلى: أن الشهيد هيثم كان من الشباب التواقة للقاء الله فلم أكن في الآونة الأخيرة من حياته أهنأ برؤيته والجلوس معه بسبب غيابه المتواصل عن البيت، ونظراً لمشاركته المتواصلة في الرباط على الثغور".
وأشارت أم هاني انه طالما حدثها عن الشهادة وفضل الشهداء عند الله، وإلحاحه عليها بالدعاء له بنيل هذا الشرف العظيم، واللحاق بركب الشهداء ممن سبقوه على ذات الشوكة.

فيما بدا والد الشهيد هيثم " أبو هاني" رابط الجأش قوي العزيمة وهو يتحدث عن الشهيد قائلاً :" الحمد لله الذي شرفني باستشهاد ابني هيثم الذي كنا نتوقع استشهاده في كل لحظة نسمع فيها عن قصف أو اجتياح، حيث كنا نسرع في الاتصال به للاطمئنان عليه حتى كان استشهاده".


وكان الشهيد هيثم طلال حمدان أبو العلا " أبو فدا" المولود بتاريخ 17/7/1986م، من سكان بني سهيلا شرق محافظة خان يونس، قد استشهد يوم 26/12/2007 اثر إصابته بجراح بالغة استشهد على إثرها في مستشفى ناصر بخان يونس، جراء استهدافه بصاروخ طائرة استطلاع صهيونية ورفيقه الشهيد القائد الميداني محمد شتات المصري، أثناء تصديهم لقوات الاحتلال المتوغلة شرق بلدة عبسان الكبيرة بمحافظة خان يونس.



وينتمي الشهيد المجاهد إلى أسرة متواضعة تعرف واجباتها تجاه دينها ووطنها، مكونة من والديه وأربعة أخوة وثلاث أخوات، وشاء الله عز وجل أن يكون شهيدنا الثاني بين جميع إخوانه.

وكان الشهيد أبو العلا قد أنهى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس بلدة بني سهيلا قبل أن يلتحق بجامعة الأقصى بغزة، إلا أن استشهاده حال دون إكمال دراسته الجامعية.



ويشار هنا إلى أن الشهيد أبو العلا قد التحق بصفوف إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة في العام 2000م، حيث عمل بداية ضمن أطرها الإعلامية والاجتماعية قبل أن يلتحق بصفوف سرايا القدس الجناح العسكري للحركة الجهادية، وذلك في العام 2004م، حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية وخاض العديد من الاشتباكات والمعارك مع قوات الاحتلال الصهيوني في مناطق متفرقة من قطاع غزة خاصة في المناطق الحدودية للقطاع.