حصيلة عملية "الشتاء الدافىء":67 شهيداً بينهم نساء واطفال رضع واكثر من 195جريحا

جباليا - "القدس"، مراسلون، وكالات - اعلنت مصادر طبية فلسطينية ان اربعة فلسطينيين قتلوا اليوم الاحد في العملية الاسرائيلية المستمرة في شمال قطاع غزة، ما يرفع عدد القتلى منذ السبت الى 67 فلسطينيا. وكان ناطق باسم الجيش الاسرائيلي قد اعلن عن مقتل جنديين اسرائيليين في شمال قطاع غزة امس خلال العملية التي يشنها الجيش في القطاع. واضاف الناطق ان سبعة جنود آخرين بينهم ضابط اصيبوا بجروح.

واستشهد 61 فلسطينيا على الاقل بينهم 8 اطفال و4 نساء امس السبت فيما خلفت عمليات القصف اكثر من 180 جريحا بعضهم في حالة الخطر في العدوان العسكري الذي تشنه اسرائيل ضد القطاع، وهو الاقسى من نوعه منذ سنوات، وذلك بحسب حصيلة جديدة اعلنتها مصادر طبية فلسطينية. وافادت مصادر محلية ان طائرات اسرائيلية اغارت على مسجد ومقر للشرطة في رفح اسفرت عن تدمير المسجد والمقر واستشهاد اربعة عناصر من الشرطة.

وكانت الطائرات الاسرائيلية والمدفعية المتمركزة شرق غزة قد شنت سلسلة غارات متتالية على اهداف مدنية تنوعت ما بين منازل وسيارات. وادى قصف منزل في مخيم جباليا الى استشهاد امرأة ورجلان واصابة 16 آخرين من عائلة واحدة. فيما اعلنت المصادر الطبية عن استشهاد 3 مواطنين وجرح اربعة آخرين في قصف على عزبة عبد ربه شرق جباليا. وكان آخر قصف استهدف تجمعا للمدنيين اسفر عن استشهاد 4 مواطنين مدنيين. وذكرت المصادر الطبية ان عددا من الجرحى استشهدوا جراء اصاباتهم الخطرة ونقص المواد الطبية اللازمة لعلاج.

وقال المير العام للاسعاف والطوارىء معاوية ابو حسنين ان "المنطقة مغلقة عسكريا والجانب الاسرائيلي يرفض التنسيق لدخول سيارات الاسعاف ما يعرقل عملنا ويؤدي الى مضاعفة الحالات الحرجة ويحولها الى شهداء".

وباستثناء ادانة قوية للاعتداءات الاسرائلية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لم تصدر ردود فعل عن الحكومات العربية حتى عصر اليوم. ووصف الرئيس عباس ما يجري في غزة بـ "اكثر من محرقة" و"ارهاب دولي". وكان عباس يشير بذلك الى ما تفوه به نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فنلائي الجمعة بقوله ان اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل سيسفر عن "محرقة" للفلسطينيين مستخدماً في ذلك الكلمة العبرية "شوا" التي تترجم بالانكليزية الى "هولوكوست". وقد تناقلت وسائل الاعلام الغربية تصريح فلنائي على صعيد واسع. اما موسى فوصف الصمت العربي بـ"المعيب". ودعا الى انعقاد المجلس الدولي.

(طالع تقارير وتحليلات - فلسطين- "الشتاء الدافىء")

وسقط معظم الشهداء نتجة قصف صاروخي بالطائرات الحربية الاسرائيلية فيما نفذت قوات اسرائيلية "خاصة" بمساندة الدبابات توغلا في منطقتة الكاشف شرق جباليا ومنطقة أبو صفية شرق غزة، بغطاء من الطائرات الحربية التي تمطر المنطقة بالصواريخ والقذائف. وبعد هذه الاعتداءات منذ فجر اليوم يصل عدد ضحايا الهجمات والغارات الاسرائيلية على القطاع منذ الاربعاء الماضي الى 71.

وقال شهود عيان لـ"القدس" ان حربا وجهاً لوجه تدور في انحاء متفرقة من جباليا وحي التفاح. وصرح نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي للاذاعة العامة: "انني اطلق على ذلك اسم عملية واسعة وليس عملية برية كبيرة. اننا نتحرك خصوصا مع الطيران ولو اننا سنلجأ ايضا الى قوات برية". وبذلك نفى الجنرال في الاحتياط فيلناي رداً على سؤال ان تكون عملية التوغل هذه تشكل شرارة عملية برية واسعة النطاق تقضي باعادة احتلال جزئي لقطاع غزة كان اشار اليها في الاسابيع الاخيرة المسؤولون ووسائل الاعلام الاسرائيل.

واكدت مصادر طبية أن طائرات الاحتلال ودباباته تطلق الصواريخ والقذائف و نيران الاسلحة الرشاشة صوب منازل المواطنين وسيارات الإسعاف التي تحاول الوصول إلى المكان لانتشال الشهداء والجرحى بشكل كثيف. وقد نفذت طائرات الاحتلال سلسلة غارات طوال الليل مع بدء توغل محدود في المخيم، ما اسفر عن استشهاد هذا العدد الكبير من المواطنين والمقاومين.

ولاحظ مراقبون عدم صدور ردود افعال او تعليقات حتى ظهر اليوم من جانب الحكومات العربية، باستثناء تنديد مصري امس على لسان وزير الخارجية احمد ابو الغيط باستخدام اسرائيل "القوة المفرطة" ضد الفلسطينيين.

من جهة ثانية، ذكرت الاذاعة الاسرائيلية نقلا عن مصادر في الجيش الاسرائيلي ان جنديين قتلا اليوم فى هجوم بقذائف مضادة للدبابات استهدفهم شرق بلدة جباليا في شمال قطاع غزة .وكانت مصادر عسكرية اسرائيلية ذكرت فى وقت سابق أن اربعة جنود اسرائيليين اصيبوا اليوم السبت بصاروخ مضاد للدبابات اطلقه نشطاء ينتمون لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" بشمال غزة . و قالت المصادر الاسرائيلية ايضا أن خمسة اسرائيليين أصيبوا نتيجة سقوط صاروخ بدائي الصنع اطلقه نشطاء فلسطينيون من قطاع غزة على مدينة عسقلان الساحلية جنوب اسرائيل.

وكانت غارة إسرائيلية جديدة نفذتها طائرة إسرائيلية بالقرب من دوار زمو شرق جباليا، قد أوقعت 3 قتلى بينهم طفلان من عائلة أبو شباك وعدد من الجرحى، في غارة هي الرابعة من نوعها منذ ساعات الفجر الأولى.

واستشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب عدد آخر، في ساعة مبكرة من فجر اليوم، في غارة جوية إسرائيلية ثانية بالقرب من الإدارة المدنية شرق جباليا، شمال قطاع غزة. فيما شنت طائرات "اباتشي" غارة ثالثة بالقرب من مسجد السلام شرق جباليا، وغارة رابعة بالقرب من دوار زمو.

وأطلقت دبابات إسرائيلية وطائرات "اباتشي" نيرانها الثقيلة باتجاه الطواقم الطبية والصحافية التي توجهت للمكان لنقل الجرحى وتغطية توغل" قوة خاصة" احتل خلالها الجنود عدداً من المنازل في المنطقة.

وذكرت مصادر امنية ومحلية في القطاع ان قوة إسرائيلية "خاصة" توغلت في منطقة جبل الريس وجبل الكاشف في ساعة متقدمة من الليلة الماضية، وبالقرب من دوار زمو، شرق جباليا، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين نشطاء فلسطينيين والقوة المعززة بطائرات "أباتشي" واستطلاع جوية فضلاً عن دبابات كانت تساندها.

من الجدير بالذكر ان طائرة استطلاع اسرائيلية قصفت عند الساعة الثانية عشرة من منتصف الليلة الماضية موقعا لمجموعة من كتائب "القسام" في منطقة جباليا اسفر عن استشهاد اياد الاشرم (20 عاما) الذي وصفه مصدر في "حماس" بـ "قائد الوحدة الصاروخية في منطقة الصبرة في غزة" واصابة 4 من المجموعة بجراح مختلفة. وكانت الطفلة ملك كفارنة ابنة العام، من بيت حانون قد استشهدت مساء امس متأثرة بجروحها التي كانت قد اصيبت بها قبل يومين ، كما استشهد المواطن علاء البورنو متأثرا بجروحه التي اصيب بها الخميس الماضي، فيما استشهدت السيدة فاطمة محمد القرعاوي (72 عاما) اثر نوبة قلبية نتيجة القصف الاسرائيلي. وبذلك يصبح مجموع ضحايا العدوان 48 شهيدا وحوالي 138 جريحا فيما واصلت قوات الاحتلال قصفها لعدد من ورش الحدادة ومنازل المواطنين في اليوم الثالث للعدوان.

وعمت قطاع غزة يوم امس حالة من الحداد والحزن والمسيرات المنددة بالعدوان مختلف ارجاء القطاع. وكان الطيران الاسرائيلي قد واصل امس غاراته على قطاع غزة, موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى. وأكدت مصادر طبية أن القصف الذي استهدف منزل المواطن بسام دردونة الواقع شرق دوار القرم خلف مسجد السلام في شمال مدينة غزة اسفر عن اصابة 3 مواطنين بجراح. وأوضح الدكتورحسنين وصول ثلاث إصابات الى مستشفى كمال عدوان بينهم طفلان وصفت حالتهما بالحرجة.

وأعلن رئيس الطاقم الفلسطيني المفاوض مع إسرائيل أحمد قريع اليوم السبت " أن المفاوضات مع إسرائيل اصبحت متوقفة بسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة".

وفي تصريحات للصحفيين في رام الله نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية قال قريع ردا على سؤال حول امكانية استئناف المفاوضات في ظل التصعيد العسكري في غزة قال "اي مفاوضات هذه في ظل هذه الاوضاع؟".

وكان صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية قد قال فى وقت سابق اليوم إن "المفاوضات مع إسرائيل دفنت تحت أنقاض وركام الهدم في قطاع غزة، ودمرت عملية السلام بواقع الاعتداءات والجرائم المرتكبة (بحق الشعب الفلسطيني).

وأوضح عريقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "طالب المجتمع الدولي بوقف هذه الاعتداءات ويواصل ليلا ونهارا اتصالاته مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والعرب، لكن للأسف كل هذه المطالب تجد آذانا صماء".

وأضاف: "نحن ندين بشدة هذا العدوان على غزة.. ونحن شعب صغير تحت الاحتلال ويجب أن ينطبق علينا ميثاق جنيف الرابع لحماية المدنيين تحت الحرب".