فـي الآيــات .... 204 ـــ 206 ، مـن سـورة الـبـقـرة ذكـر الله سـبـحـانـه وتـعـالـى صـفـات الـمـنـافـقـيـن الـذمـيـمـة ، فـأتـبـعـهـا سـبـحـانـه بـهـذه الآيــة ... 207 .... ، يـذكـر فـيـهـا الـصــفــات الـحـمـيـدة لــلأخــيــار الأبــرار الـمـؤمـنـيـن .
{
ومِـنَ الـنـاس مَـنْ يَـشـْـري نـفـسَـهُ ابـْـتـِـغـاء مَـرْضــاتِ الله والله رءُوفٌ بـالـعِـبـاد * ....
الـبـقـرة : 207 } .
قــال الـمـفـسّـرون رحمهم الله :
ومِـنَ الـنـاس مَـنْ يَـشـْـري نـفـسَـهُ ابـْـتـِـغـاء مَـرْضــاتِ الله .
أي : ومـن الـنـاس فـريـق مـن أهــل الــخــيــر والـصــلاح بــاع نــفــســه لله ، طـلـبًـا لـمَـرْضــاتــه ورغــبــة فــي فــي ثــوابــه لا يـتـحَـرّى بــعــمــلــه إلا وجــه الله
والله رءُوفٌ بـالـعِـبـاد .
أي : عــظــيــم الــرحــمــة بــالــعــبــاد ، يُــضــاعــف الــحــســنــات و يَــعــفــو عــن الــسِّــيّــئــات ، ولا يُــعَــجّــل الــعــقــوبــة لِــمَــن عَــصَــاه .
*********************************
أســـــبــاب الــنــــــــــــزول قــال ســعــيــد بــن الــمــســيّــب :
أقــبــل صــهــيــب رضي الله عـنـه مــهــاجــرًا نــحــو رســول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم فــاتــبــعــه نــفــرٌ مــن قــريــش مــن الــمــشــركــيــن فــنــزل عــن راحــلــتــه ونــثــر مــا فــي كِــنــانــتــه وأخــذ قــوســه .
ثــم
قــال : يــا مــعــشــر قــريــش لــقــد عــلــمــتــم أنــي مــن أرمــاكــم رَجـُـلا ً ، وأيْــم الله لا تـَـصِــلــُون إلــيّ حــتــى أرمــي بــمــا فــي كــنــانــتــي ، ثــم أضــرب بــسَــيــفــي مــا بــقــي فــي يــدي مــنــه شــيء ، ثــم افــعــلــوا مــا شــئــتــم .
قــالــوا : يـا صـهـيـب ، قــدِمــت إلــيــنــا ولا مــال لــك ، وتــخــرج أنــت ومــالــك ! ، والله لا يــكــون ذلــك أبــدًا .
قــال : أرأيــتــم إن دفــعــت إلــيــكــم مــالــي تــخــلـّـون عــنــي ؟
قــالــوا : نــعــم . وعــاهــدوه إن دلـّـهــم عــلــى مــالــه أن يــدعــوه ، فــفــعــل رضي الله عـنـه .
فـلـمـا قــدم عـلـى الـنــبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم :
قـــــال : ((
أبـا يــحــي ،
ربــِـحَ الـبـيـع ،
ربــِـحَ الـبـيـع )) .
وأنــزل الله هــذه الآيــة .